مــاذا نـعــرف عـن الـــتــثــقــيــف الــطـــبـــي ؟؟
إذا كان المفهوم العام للثقافة لا يزال مثار جدل فكري، فإن المفهوم المتعلق بالثقافة العلمية
ولاسيما الصحية منها هو الأكثر التباساً لدى المثقفين عموماً، رغم اهتمام الجميع بالحصول
على صحة جيدة، لإبعاد شبح الشيخوخة المخيف.
و لهذايفضل أن يتمتع كل إنسان بدرجة مقبولة من الثقافة الطبية تتناسب مع قدراته العلمية
وتمكنه من المحافظة على صحته في النواحي التالية:
1- مراجعة الطبيب للفحص الدوري للكشف المبكر عن الأمراض.
2- تمييز أي علامات غير طبيعية قد تظهر عليه ،وتقدير مخاطرها أو شدتها بحيث لا يتأخر في
طلب المساعدة الطبية.
3- التمكن من المحافظة على صحته وخاصة بإتباع التوصيات الصحية في الغذاء والرياضة و
الحياة اليومية.
4- التمكن من الاستعمال الصحيح للأدوية سواء منها الأدوية البسيطة التي يكون شراؤها بدون
وصفة أو الأدوية التي يصفها الطبيب للمريض.
5- التمكن من الفهم للإعلام الطبي الشائع والمقدرة على تمييز الغث من السمين وعدم الوقوع
صحية الإعلام الطبي الموجه لغاية تجارية.
من المسؤول عن التثقيف الطبي ؟
هنا يجب أن نميز بين أمرين :
أولاً: من المسؤول عن التثقيف الطبي ؟
ثانياً: من يقوم فعلياً بهذه المهمة ؟
يفترض أن يقوم بمهمة التثقيف الطبي أشخاص ذوو خبرة وكفاءات ويعتمدون في مهامهم
و أقوالهم على مراجع معتمدة وقد يكون هؤلاء الأشخاص إعلاميين أو أطباء وقد يكونون
تابعين للدوائر الإعلامية أو الصحية أو الثقافية أو قد تكون هناك برامج مشتركة كما جرت
العادة، المهم أن يكون ما ينشر علمياً بمقاييس وعرف العصر.
لكن من يقوم فعلياً بالمهمة وما ينشر ويقال موضوع آخر ففي عصر تكنولوجيا الاتصالات كثرت
وسائل الإعلام ودخلت كل منزل خاصة الفضائيات و الإذاعات ناهيك عن الانترنيت و الصحف و
المجلات والكتب وأحاديث الناس.
مما نلاحظه هذه الأيام كثرة الموضوعات المطروحة وكثرة التطرق للمواضيع الطبية والعلاجية منها
بشكل خاص وكثرة أحاديث الناس في البيوت والمجتمعات عن الأمور الطبية وللأسف الكثير من
المواضيع والثقافات الخطأ وربما الضارة بل وشديدة الضرر.
وفي اعتقادي أن معظم هذه المعلومات تصدر عن ندوات وبرامج يقدمها أناس غير أخصائيين بل
متطفلين على الطب وعلوم الصحة لأسباب مادية، والكثير مما يطرح في هذه الندوات الغاية منه
استدراج المواطن لشراء مواد أو اللجوء لطرق علاج تحقق الربح للمنتج ولا تقدم أية فائدة للمريض.
وعادة تكون المعلومات وطرق العلاج المبتكرة المقدمة هي نتاج اجتهاد شخصي لمبتكريها دون أي
خلفية علمية أو إثبات منهجي لصحة ما يدعون إن شيوع الثقافة الصحية غير الدقيقة وكثرة لجوء
الناس لطرق العلاج المطروحة عبر وسائل الإعلام يؤدي إلى الكثير من الخسائر المادية وضياع
الوقت وربما تأخير العلاج الصحيح ...
... فليحذر كل منا هؤلاء ولنكافحهم بقدر ما نستطع